عودة الى الصفحة الرئيسية

مشاريع تخرج كليات الفنون إبداعات سنوية مهدرة
مشروع التخرج في احدى كليات الفنون المتخصصة يعد بمثابة الحلم الكبير لأى طالب موهوب .. فهو "تأشيرة التخرج" للحياة العملية، وبشكل عام تستنزف هذه المشاريع الجهد والمال والفكر والوقت.. ولا نحقق منها كدولة أى مكاسب رغم أننا فى أمس الحاجة إليها ..والسؤال: ما هى الآلية التى نحتاجها لاستثمار هذا الابداع المهدر سنويًا ؟..
الموضوع بالتفاصيل فى - أخبار الأدب 16-10-2022
•••••••••••••••••••••••
مشاريع تخرج كليات الفنون إبداعات سنوية مهدرة
-----------------------
- مطلوب التنسيق بين وزارتى التعليم العالى والثقافة لإقامة معرض كبير لمشاريع الطلاب المميزة
د. صفية القبانى: علينا توظيف هذه الأعمال فى أماكن تحتاج للمسة جمالية
د. محمد العربى: مشاريع التخرج تجربة حقيقية تؤهل الطالب لحياته العملية
د. مها درويش: قسم الجرافيك قدم نماذج تساعد على الارتقاء بالوعى الثقافى
د. تامرعبد اللطيف: المشاريع يمكنها تغيير شكل العديد من المواقع فى مصر
-----------------
د. طارق عبد العزيز
عندما يحقق الطالب الموهوب رغبته ويلتحق بإحدى كليات الفنون المتخصصة "الفنون الجميلة أو التطبيقية على سبيل المثال" يصبح مشروع التخرج بمثابة الحلم الكبيرالذى ينتظر تحقيقه بفارغ الصبر كى يقدم من خلاله عصارة جهده وعلمه الأكاديمى للجنة التحكيم التى تضم كبار الأساتذة المتخصصين..
من هنا تبدأ إجراءات الحصول على "تأشيرة التخرج" كفنان تشكيلى أو معمارى يخطو أولى خطوات حياته العملية .. فبعد دراسة استمرت خمس سنوات كاملة فى محراب الفنون الجميلة تعد هى المرحلة الأهم عند الفنان .. تبدأ مرحلة أخرى مختلفة تمامًا تحتاج إلى مهارات خاصة لاقتحام سوق العمل .. وكم من أساتذة وفنانين كان مشروع التخرج بالنسبة لهم هو الباب الكبير والرئيسي فى شهرتهم ووضعهم على بداية الطريق.
من المعروف أن مشاريع التخرج فى الكليات العملية بشكل عام تستنزف الجهد والمال وتحتاج إلى وقت وأفكار خارج الصندوق دائمًا، فهى بمثابة كلمة نهاية مرحلة هامة وفاصلة، ألا وهى مرحلة الدراسة، ووضع عنوان مناسب لهذه المرحلة يترتب عليه خطوات عديدة تالية، وهناك من بين مشاريع التخرج أفكار تحتاج إلى تقدير ورعاية وحسن استغلال، خاصة ونحن فى حاجة إلى تجميل الكثير من المرافق والميادين الجديدة فى أنحاء الجمهورية التى تشهد فى الوقت الحالى تطورًا معماريًّا وإنشائيًّا ملحوظًا فى العديد من المحافظات، لكن السؤال.. ما هى الآلية والخطة التى نحتاجها لتنفيذ الفكرة وكيفية استثمار هذا الجهد المهدر كل عام؟ ..
بداية أتمنى أن يكون هناك تنسيق بين وزارتى التعليم العالى والثقافة من أجل إقامة معرض كبير يضم أهم مشاريع التخرج فى كليات الفنون المختلفة وأقسامها المتعددة .. الجرافيك والنحت والتصوير والخزف والديكور والعمارة .. ويتم دعوة المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الكبرى لمشاهدة هذه الأعمال على الطبيعة وبحث كيفية الاستفادة من تلك الأفكاروالإبداعات وتوظيفها من خلال المتخصصين، فمن المؤكد أننا سنجد تجارب لهؤلاء الشباب ربما تفوق على ما نراه هذه الأيام فى الميادين الجديدة، وستكون أسعارها أقل كثيرًا من قرينتها المنسوبة لكبار الفنانين .. لكن يجب أن يكون هناك دور رقابى ومتابعة من الجهة المختصة وهى نقابة الفنانين التشكيليين لعدم الاقتباس والحفاظ على الملكية الفكرية التى نفتقدها كثيرًا هذه الأيام وهذا ظهر جليًا من خلال بعض التجاوزات.
-- وعى ثقافى --
د.مها درويش رئيس قسم التصميمات المطبوعة بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة- جامعة الأسكندرية: يتكامل الفن و الإبداع معًا كعنصر من عناصر النهضة الحقيقية في المجتمع ليبرزه قسم التصميمات المطبوعة، كما يظهر الإبداع و الأخلاق و الفن لنهضة المجتمع بصفة خاصة في الفرقة الرابعة التى قدمت مشاريع تستحق الرعاية والإشادة، هؤلاء الطلاب المتميزيون في جميع الشعب، بداية من برنامج الطبعة الفنية الذى أظهر قيم جمالية وفنية من خلال تناغم وتنوع فى الأداء، ومرورًا ببرنامج رسوم النشر والصورالإيضاحية حيث تنوع هائل في رسوم و تصميم الكتب "العلمية، التاريخية، الأدبية، الفنية، الأطفال" والقصص والمجلات "الثقافية، الفكرية، العلمية، الترفيهية" سواء المطبوعة أوالإلكترونية والأفلام المتحركة ونهاية ببرنامج تصميم واتصال جرافيكي يضم مصممين شباب تلامس أعمالهم المجتمع بشكل كبير بمعالجتها وأفكارها تعكس هويتهم البصرية.. وأيضًا نوعية الإعلانات التي تساعد على الإرتقاء بالوعي الثقافي للمجتمع.
-- مواهب واعدة --
فيما أعربت د. صفية القبانى أستاذ التصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة- جامعة حلوان ونقيب الفنانين التشكيليين عن سعادتها بمستوى خريجى قسم التصوير وباقى أقسام الكلية بشكل عام .. بل وقامت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى بنشر أعمال الخريجين ونادت باقتناء أعمالهم.. وقالت أن هذه المشاريع تنم عن مواهب شابة واعدة ستلتحق بسوق العمل قريبًا، فقد رأيت أعمالًا تستحق الاقتناء وتوظيفها فى أماكن مناسبة تفتقد لمثل هذه النوعية من الأعمال.. وأضافت صفية: علينا أن نجد طريقة للاستفادة من هذه المشاريع وتوظيفها فى أماكن هى فى أمسّ الحاجة لإضافة لمسة جمالية، الطلاب يبذلون جهدًا فكريًّا ويستنزفون طاقاتهم الإبداعية وأموالهم فى هذه المشاريع كل عام، وفى النهاية لا فائدة إلا القليل جدًّا مما يتركونه فى كلياتهم لتجميل أجزاء بها، لكن أتمنى أن تتوسع الدائرة وتقتنى الشركات والهيئات والمؤسسات والجهات المعنية مثل هذه المشاريع ووضع خريطة وخطة مدروسة ملائمة لهذا الهدف..
-- تعاون مفقود --
أما د. محمد عرابى عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة الروسية وعميد الفنون الجميلة بالأقصر سابقًا فقد كان له وجهة نظر تحتاج إلى شق تنفيذى وعملى .. حيث قال: أنه يجب التنسيق والتعاون بين كليات الفنون وهيئة المجتمعات العمرانية، وقد قمت بتنفيذ هذه التجربة عندما كنت عميدًا لكلية الفنون الجميلة بالأقصر، وكان هذا التعاون يتيح أخذ مشاريع التخرج من جانب هيئة المجتمعات العمرانية مقابل مبالغ بسيطة وتوظيفها فى ميادين المحافظة، لذا يجب الاتفاق مع الهيئة قبل انطلاق مشاريع التخرج للاستفادة منها، والحقيقة قد تعاونت كثيرًا مع الفنان الراحل د. باسم فاضل الذى كان يختص بهذا الجانب فى الهيئة ونفذنا أكثر من مشروع بهذه الطريقة، لذا يجب على كليات الفنون أن تغير وجهة نظرها الفردية ويتم عمل تعاون جماعى بين أقسام الكلية المختلفة وعدد من الطلاب من أجل بتنفيذ مشروع كبير يضم العمل الجدارى وأعمال النحت والجرافيك من أجل الخروج بعمل فنى إبداعى تستفيد منه الدولة والكلية والطلاب، ونكون هنا قد نجحنا فى استغلال مشاريع التخرج فى تجميل المدن والمؤسسات بشكل علمى يعود على الجميع بالنفع..، وأود أن أنوه عن نقطة هامة يجب ان ننتبه إليها وهى تخص مجالس المدن التى تشرف على تنفيذ أعمال إبداعية ممن ليس لهم صفة أو من غير المتخصصين.. وهذا للأسف يأتى بنتائج سلبية وأعمال سيئة، والحل من وجهة نظرى يجب أن يكون الفنان الذى يعتمد عليه فى مثل هذه الأعمال أن يكون عضوًا فى نقابة الفنانين التشكيليين وفى نفس التخصص الذى يعمل به، بمعنى أنه لو كان ينفذ أعمال نحت أن يكون منتميًا لشعبة النحت وهكذا، ويجب أن يكون له سابقة أعمال مناسبة فى نفس المجال .. ويا حبذا لو كل محافظة ضمت بعض المتخصصين من خريجى كليات الفنون الجميلة تكون مسئولة عن تنفيذ الأعمال الإبداعية فى أركان المحافظة.
-- الكل كسبان --
فيما قال د. محمد العربى أستاذ التصميم والتنسيق البيئى ورئيس قسم الزخرفة بكلية الفنون التطبيقية- جامعة حلوان: أتمنى أن نستثمر مشاريع التخرج فى عمل ملموس ويترك أثرًا .. والحقيقة أننا في هذا العام تمت الاستفادة من مشروع التخرج حيث قام طلاب قسم الزخرفة بتنفيذ مشروعاتهم على واجهة الكلية وهي عبارة عن تصميم جدارى، لكن أود توجيه نصيحة وهي أنه يجب من البداية أن نكون وضعنا خطة لتوظيف مشاريع التخرج ثم نبدأ فى التنفيذ على مراحل، ولا مانع من عمل بروتوكول بين الكليات الفنية فى كيفية استغلال مشاريع التخرج على أن يتم التنسيق من بداية العام ويستغرق هنا التنفيذ عدة شهور تكون كافية للدراسة والتنفيذ الجيد، عكس الاتفاق اللحظى الذى لايفيد .. فمثل هذه المشاريع تحتاج إلى تنسيق ودراسة كافية من جميع النواحى، ومن خلالها يستطيع الدارس أن يعيش تجربة حقيقية تؤهله للمرحلة التالية وهى المرحلة العملية، وأضيف أنه فى حالة تعاقد جهة ما على شراء مثل هذه المشاريع.. من المؤكد أن هذا سيكون حافزًا جيدًا للطلاب الذين ينفقون الكثير على مشاريع تخرجهم، وهم على علم أنهم سيتقاضون مقابلًا ماديًا على عملهم، وفى المقابل الشركات والمؤسسات ستدفع مبالغ قليلة جدًّا مقارنة بأعمال أخرى لو تعاقدوا عليها مع فنانين كبار متخصصين.. باختصار سيكون الكل كسبان.
-- بصمة فنية --
أما د. أحمد شحاتة أستاذ المعلقات واللوحات الجدارية بكلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان فقال: أن التصميم بشكل عام يرتبط بجدار أو بمعلق أو كيان بنائى، ونحن كفنانين وأكاديميين نسعى لتحقيق هذا الهدف، على أساس أن العمل هنا يكون عملا إيجابيًّا، بحيث يكون حاملًا لقيم جمالية وتراثية، والسؤال: كيف أحافظ على هويتى من خلال مشاريع التخرج؟ .. والإجابة تكون بعمل جماعى أو فردى يشترك فيه مجموعة من الطلاب يسعون لترك بصمة فنية فى ركن ما أو فى ميدان أو على حائط، وأنا أتمنى أن يكون هناك توجه لمشاريع التخرج، بحيث يكون مرتبطًا بكيان .. ومصر بها أماكن كثيرة فى حاجة إلى لمسة إبداع .. مثل العاصمة الإدارية وميادين مختلف المحافظات .. وهذه المشاريع ستضفى بعدًا جمالىًّا على تلك المشاريع.
-- مدعي الفن --
ويقول د. تامر عبد اللطيف رئيس قسم الإعلان بكلية الفنون التطبيقية- جامعة حلوان: تنتج كليات الفنون على مختلف أنواعها وتخصصاتها المئات من مشاريع التخرج كل عام والتي تستطيع أن تغير شكل الحياة في العديد من المواقع في مصر، وتقضي على وجود العديد من مدعي الفن في مصر، وتضمن أيضًا أن المنتج الفني هو منتج أصيل غير منقول أو مقتبس.. فتلك المشاريع تمر عبر أساتذة متخصصون وتراجع بدقة بالغة، ولا جدال أنه يمكن للمصممين من خريجي كليات الفنون ان يرتقوا بحياة الناس من خلال الإبداع والابتكار والتطوير فيما نحتاجه في حياتنا اليومية من ملبس ومسكن وأثاث وديكور وإعلان ...، مع إضفاء النزعة الفنية والجمالية عليه بالإضافة الى القيمة الإقتصادية الكبيرة لهذه الأفكار والإبداعات التي يمكن أن ترفع عن كاهل الدولة الكثير من التكاليف في البحث عنها وإنتاجها بشكل يليق بقيمة مصر والمصريين، ولا يخفى علينا أن محور التكلفة هام جدًّا، لأن تبني تلك المشروعات من قبل الدولة لن يكلفها إلا مبالغ تقل كثيرًا عن ما يمكن أن تتكلفه تلك الأفكار والإبداعات لو تم إنتاجها من قبل جهات أخرى بعينها، فكليات الفنون بشكل عام والفنون التطبيقية على سبيل المثال يمكنها أن تغطي بأعمالها كل ما يحتاجه الانسان خلال يومه، وتستطيع أن تؤثر بإيجابية في إضافة اللمسة الجمالية والعملية على حياتنا، بداية من تماثيل الشوارع والميادين والجداريات، مرورًا بمشروعات أقسام التصميم الداخلي والأثاث والنسيج وطباعة المنسوجات والتي تنتج مفهومًا جديدًا في مجال إعادة تجميل مباني المؤسسات المصرية العامة والخاصة، وأيضًا الشركات والقرى السياحية والفنادق. وهناك مشروعات أقسام الملابس والموضة التي تنتج كل عام أفكارًا مبدعة تناسب أذواق الشعب المصري ويمكنها أن تكون موردًا هامًّا للأفكار والخامات لكل مصانع الملابس المصرية. وصولا لتخصصات الإعلان والتصميم الجرافيكي والرسوم المتحركة التي تنتج افكارًا مبدعة سواء في مجال تصميم الحملات الإعلانية عن المنتجات الوطنية المختلفة او في مجال حملات التوعية أو في مجال تصميم الهوية البصرية لكل المؤسسات المصرية.
أما بخصوص مشاريع التخرج فى كليات التربية الفنية فقد علق د. أحمد عبد الكريم الأستاذ بكلية التربية الفنية- جامعة حلوان قائلا: إن مشروع التخرج مختلف فى كلية التربية عنه فى الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، بحيث يدرس الطالب مادة التربية الميدانية .. ويبدأ فى اختيار مكان ما لتفيذ مشروعه، ثم يبدأ مع أساتذته فى عرض المكان من عدة زوايا وفكرة تطويره، حيث ينفذ الطالب المشروع بشكل عملى فى المكان الذى اختاره مثل المدرسة أو إحدى الهيئات الثقافية أو مستشفى أو متحف أو أحد ملاجئ الأيتام.. وأذكر انه تم تنفيذ عدة مشاريع فى عدة أماكن مثل مستشفى سرطان الأطفال 57357، وحديقة الحيوان بالجيزة، بعض الأماكن السكنية فى مشروع الجلالة بالعين السخنة.
18/10/2022

 

 

              

 

 

 العنوان: نقابة الفنانيين التشكيليين - ساحة دار الاوبرا بالجزيرة - القاهرة

 الهاتف: 27368005 (202) الموبيل: 01098989412

 البريد: synd.arts@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © نقابة الفنانيين التشكيليين 2020