عودة الى الصفحة الرئيسية

كورونا تغتال أحد رموز الفن التشكيلي المصري
#بالألوان ــ #مجلة_أخبار_النجوم - عدد الخميس 18-6-2020
----------------------------------------------------
كورونا تغتال أحد رموز الفن التشكيلي المصري
سامح البنانى .. تأثيرية الأحلام
--------------------
حازم فتح الله: سقطت إحدى أوراق الفنون الجميلة الهامة
حماد عبد الله: انتشرت لوحاته في روما، وتزاملنا فى حرب الاستنزاف
صفية القبانى: كان شغوفًا بالطبيعة يتأملها ويرسمها بإحساسه
-------------------
مازالت كورونا تحصد الأرواح.. ورائحة الموت تنتشر فى أنحاء العالم، كل يوم نستيقظ على ضحايا جدد لهذا الفيروس اللعين الذى لا يفرق بين كبير وشاب أوصغير كما أوهمونا..، اغتالت كورونا منذ أيام أحد رموز الفن التشكيلى المصرى المعاصر فى فن التصوير.. الفنان الدكتور سامح حسنى البنانى عن عمر ناهز 75 عامًا..
-- عائلة فنية --
سامح ولد فى 12 ديسمبر عام 1945، نشأ فى عائلة فنية، فهو ابن الفنان القدير حسني البناني أحد رواد الجيل الثانى، وجده لأمه الفنان الرائد يوسف كامل أحد رواد الفن التشكيلي المصري والعميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة، وشقيق المعمارى عصام البنانى أستاذ العمارة بكلية الهندسة، درس فى فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج عام 1969، وعين فى الكلية ثم حصل على الماجستيرعام 1975، ثم الدكتوراه من إيطاليا عام 1979، وتدرج فى المناصب حتى وصل إلى منصب وكيل الكلية لشئون البيئة وتنمية المجتمع، حصل على جائزة صالون القاهرة عام 1970، وحصد جائزة الدولة في الابداع الفني عام 1976، ورغم قناعته بنظرية "مهنة الآباء يتوارثها الأبناء"..حيث كانا والده وجده فنانان كبيران لهما خطوطهما وأسلوبهما المميز، إلا أنه أستطاع أن ينفرد بأسلوبه الإنطباعى التأثيرى الذى إنطلق من خلاله وحفر أسمه كأحد رواد هذا الفن.
-- عاشق النخيل --
سامح كان عاشقًا للطبيعة، له أسلوبه وعالمه الخاص من الألوان، تأثر بالحياة الشعبية وحياة الريف، رسم الحقول والبيوت الريفية البديعة، برع فى رسم الزهور ونبات الصبار بألوان حيادية، تأثر بشكل النخيل وجسده فى عدة لوحات وساعده فى ذلك عندما كان أستاذًا منتدبًا فى كلية الفنون الجميلة بالمنيا، رسم بائع البطاطا وعربة الترمس والفول، جذبته الطبيعة الصامتة فنقلها بأسلوبه الغير تقليدى، خلق علاقة بصرية ممتعة بين عناصر لوحاته، وتفرد بالملامس اللونية الناعمة الحالمة، وكأنه فى عالم خاص ملىء بالأحلام والرموز.. رموزه وشخوصه البنانية، رسم الطيور والأسماك فى تشكيلات تأثيرية بديعة..، حقق أسلوبه وتجربته الإنطباعية التجريدية نجاحًا ملحوظًا، فقد كان لها تأثيرًا واسعًا على معايير البناء والتصميم فى معظم أعماله، فقد برع فى استخدام العناصر المطلقة للمكان الذى يقصده.
-- متعة الألوان --
كان له نظريته الخاصة فى التجريد التى تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الألوان وأسلوبه فى توظيفها ونقل المتعة البصرية للمتلقى..، وكما قال سقراط: المتع الحقيقية هى تلك التى تنبعث من الألوان التى نسميها جميلة ومن الأشكال، كذلك معظم متع الشم والسمع.. المتع الحقيقية تنشأ من كل هذه الأشياء التى لا يحدث الافتقار إليها شعورًا بالألم ولكن الرضا المستمد منها يحدث الشعور بالسرور غير المرهن بالألم..، كان البنانى شغوفًا بالملمس وبارعًا فى استخدام سكين البالتة وتوظيفها بحرفية من خلال التعامل مع سطح اللوحة، تأثر بحى المطرية الذى نشأ فيه فرسم الأسواق المزدحمة وحركة البائعين، تجول وطاف فى مصر القديمة فرسم المقابر وتأثر بالجمالية ومنطقة الحسين ومآذن وحارات القاهرة الفاطمية.
-- محبًا للحياة --
يقول د. محمد حازم فتح الله نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية الفنون الجميلة الأسبق عن سامح البنانى: كان فنانًا محبًا للحياة، راقى فى التعامل مع الأخرين، مخلصًا للجميع لا يحمل ضغينة لأحد، كريمًا ومحبوبًا من الجميع..خرج من عباءة والده فأصبح له أسلوبه الخاص فى الرسم، زاملته فى مرحلة الماجستير وكنا نلتقى فى بيت والده بحى المطرية، والتقينا فى إيطاليا أثناء مرحلة الدكتوراة، كان له بالتته المميزة كما كان غير تقليدىًا فى توظيف الألوان بطبيعتها المتعارف عليها، أعتبره فنان تأثيرى يميل إلى التجريدية بعض الشىء، وكان بارعًا فى تحويل الشكل إلى شكل يقترب من الهندسى، كان لا يعنيه تسليط الضوء من خلال الإعلام، فقد كان منطويًا محبًا لفنه وكان له رواده ومحبيه الذين ينتظرون شراء أعماله.. حقيقة افتقدنا رائدًا وإنسانًا جميلًا لن يتكرر، سقطت بالفعل إحدى أوراق الفنون الجميلة.
-- لوحاته في روما --
أما الفنان د. حماد عبد الله الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية فقد قال: فقدت صديق رائع، ورفيق جزء من مشوار حياتي، ودفعتي في التجنيد وفي حرب الإستنزاف منذ عام 1970، ورفيقي وزميلي بمدرسه المساحة العسكرية، التقينا في أكاديمية الفنون الجميله بروما، حيث كنا في مرحله تحضير رساله الدكتوراه، تصادقنا وكان نعم الرجال، ومن أعظم المصورين، انتشرت لوحاته في روما، وكنا نقيم معًا أثناء الغربه قبل أن أرتبط بالزواج، وهو بعدي مباشرة وعودتنا للقاهرة هو في الفنون الجميله وأنا في الفنون التطبيقيه، الله يرحمك ياصديقي الحبيب، وإلى جنة الخلد ياحبيبي والي ان نلتقي.
-- يرسم بإحساسه --
د. صفية القبانى نقيب التشكيليين وعميد كلية الفنون الجميلة الأسبق.. نعت سامح البنانى قائلة: افتقدنا رمزًا تشكيليًا كبيرًا ومعلمًا فذًا، ترك ثروة هائلة من الأعمال الإبداعية التى ستظل علامة مضيئة فى عالم الفنون الجميلة، ترك تلاميذ عديدة تخرجوا من عباءته وتعلموا منه الكثير.. زرع فيهم حب الفن ورقيه وأصالته، فقد كان أستاذًا ومعلمًا يحب الجميع فأحبوه وتحدثوا عنه وعن موهبته، كان عاشقًا للطبيعة بمفرداتها الحالمة، كان يسجلها على سطح اللوحة بإحساسه قبل عينيه، كان والده الفنان حسني البناني يطلب منه كل يوم أن يأخذ كرسي البحر ويذهب إلي قلب القاهرة علي أن يعود في الساعة الخامسة مساءا وقد انتهي من رسم لوحة ..ثم يبيعها بخمسة جنيهات ويسلمه ثمن اللوحة .. كان سامح يعشق الانتيكات والساعات والعملات بمختلف اشكالها.. منزله كان متحفًا يضم لوحات وتحف من اماكن عديدة .. وكان كريما كلما التقينا كان يهدي لي عملة من العملات التذكارية التي يقتنيها ..افتقدنا موهبه كبيرة، لكن عزاءنا الوحيد أن أعماله ستظل خالدة لتلاميذه وللنقاد والباحثين يتعمقون فيها وفى أفكاره وأسلوبه المتفرد.
------------------------------
يكتبها : طارق عبد العزيز
17/6/2020

 

 

              

 

 

 العنوان: نقابة الفنانيين التشكيليين - ساحة دار الاوبرا بالجزيرة - القاهرة

 الهاتف: 27368005 (202) الموبيل: 01098989412

 البريد: synd.arts@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © نقابة الفنانيين التشكيليين 2020